7th, 2008 بواسطة:
abdeljabar
في
التفاتة جميلة، تحسب للمركز الدولي لدراسات الفرجة الذي يرأسه الديناميكي
د. خالد أمين، وترسيخا لثقافة الاعتراف، التي تجتهد العديد من الجهات
ببلادنا لتكريسها في حياتنا الثقافية والعامة، نظم المركز المذكور، بتعاون
مع مجموعة البحث في المسرح، التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية
بتطوان وشركاء آخرين،ندوة فكرية تكريمية
هامة،يومي :14 و 15 مارس 2008، على شرف الأستاذ الدكتور: حسن المنيعي،
“أستاذ الأجيال ومؤسس الدرس المسرحي برحاب الجامعة المغربية، والناقد
الشامل والمتمرس في شتى دروب العلوم الإنسانية…”كما عبر المركز الدولي
لدراسات الفرجة،في كلمة بالمناسبة.وقد أحسن المركز صنعا، حين أسرع بطبع
المداخلات والشهادات التي قدمت في الندوة، في كتاب يخلد تلك المناسبة،
ويتيح الاستفادة من الدراسات، لجمهور عريض من القراء وليس فقط لمن حضر
الندوة.
الكتاب يحمل عنوان:
الفرجة والتنوع الثقافي
مقاربات متعددة الاختصاصات
ندوة تكريمية لرائد دراسات الفرجة بالمغرب: الدكتور حسن المنيعي.
وقد جاء الكتاب حافلا بالدراسات والشهادات و مقاربات أنواع الفرجات.
وهكذا، فقد ضم الجزء العربي من الكتاب، ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: حسن المنيعي رائد دراسات الفرجة بالمغرب، وفيه:
- حسن المنيعي الناسك المتنسك.عبد الحميد عقار.
- جمالية حسن المنيعي: الإنسان، الفن، التاريخ. محمد أمنصور.
- شهادة في حق حسن المبيعي.عبد الله شقرون.
- حسن المنيعي كما لم أعرفه. محمد قاوتي
- حسن المنيعي، مفخرة الجامعة المغربية.أمينةرشيد
- القسم الثاني: دراسات الفرجة بين النظرية والتطبقيق. ومن مداخلاته:
- تحولات الخطاب المسرحي وفرجاته، لحسن المنيعي نفسه.
- تفكيك خطاب المثاقفة في المسرح، لخالد أمين.
- الفرجة والدولة في المغرب: عوائق في وجه التنوع الثقافي من خلال نموذج الخطاب السياحي
للدولة المغربية، لعز الدين بونيب.
- الفرجة المغربية، من الإبداع إلى التلقي، لنوال بنبراهيم…
….
_ القسم الثالث: نماذج من فرجات المغرب. ومما جاء فيه:
- صناعة الفرجة في احتفال سلطان الطلبة، لسعيد الناجي.
- تافيلالت …فضاء للفرجات،لحسن يوسفي.
- فرجةأحيدوس عند قبائل آيت حديدو بإملشيل، عمق ثقافي وتميز جمالي، لسعيد كريمي.
- الأشكال التعبيرية في الرقص الأمازيغي بالأطلس المتوسط، لمحمد صبري.
- أشكال الفرجة بالصحراء: بين شعرية التشخيص وجمالية الأداء،لإبراهيم الحيسن.
_ فرجات العرس بمنطقة الريف، لفؤاد أزروال.
أما الجزء الفرنسي من الكتاب، فقد اشتمل على ثلاث دراسات، هي:
- في شأن بعض التمظهرات الثقافية لقصر كلميمة، لمصطفى اجلوق.
- عن الحال/الجذبة عند كناوة، لعبد الواحد بنو ياسر.
- من الكلمة إلى الفلم ومن الفلم إلى الكلمة، لداواني رشيد.
وقد جاء الكتاب في 216 صفحة من
القطع المتوسط. من منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، سلسلة: دراسات
الفرجة(رقم:4).الطبعة الأولى 2008.
ومن مداخلة المحتفى به في الندوة والكتاب، نقتبس:
“…إن التحولات التي عرفها الخطاب المسرحي في علا قته بالتقنيات والنظريات
الحديثة، قد جعلته ينتقل من ممارسة يخلق النص المعنى في نطاقها،إلى ممارسة
يتولد المعنى فيها من كل شيء. وهذا ما أدى إلى التخلي عن “الديكور” الذي
يؤشر إلى تأطير جمالي للنتاج، لصالح “السينوغرافيا” التي تربط علاقة
بالفضاء والجمهور. لهذا نجد المسرح الحديث يركز على مفهوم” الفرجة” التي
تقوم على عناصر ينصهر فيها السرد والحركة والإضاءة والإيقاع الموسيقي،
ويقوم في وسطها الممثل بجسده وصوته، والمخرج بكشوفاته الفنية الأصيلة. ثم
المتفرج الذي تمارس عليه الفرجة تحولات نفسية،بحكم ما تقترحه عليه من
أساليب متنوعة”.
وجاء في مداخلة عبد الحميد عقار:
“هنيئا للمركز الدولي لدراسات الفرجة، ولمجموعة البحث في المسرح والدراما،
على مبادرتهما بتنظيم هذه الندوة المتميزة والجادة، وبجعلهما هذا الاحتفاء
الفكري احتفاءين في آن واحد: بالفرجة، مكوّن الوجدان الجماعي للمغاربة،
وبالأستاذ حسن المنيعي ناسك المسرح المغربي المعاصر.
المنيعي واحد من عشاق الفرجة والمعرفة، “المهوّس” في تعقل ووعي تام، بجنون
الفن في تجلياته النصية واللونية والإيقاعية والفرجوية، المسكون بفرجة أبي
أو أم الفنون جميعها: المسرح، مشاهدةً واستلذاذا وتعليقا وبحثا منذ
ستينيات القرن العشرين” .
وفي مساهمة د. حسن يوسفي نجد:
“…ساهم التفاعل القوي بين المكونين الأمازيغي والعربي في فضاء تافيلالت،
في جعل هذا الفضاء مجالا للتنوع الثقافي بامتياز، ذلك أن الحزام الأمازيغي
الذي يطوّق المنطقة، والذي يتشكل من قبائل متعددة، نذكر من بينها: آيت
عطا، وآيت خباش، وآيت مرغاد، وآيت إزدك، لم يشتغل أبدا باعتباره طوقا
ثقافيا مغلقا على نفسه، وإنما ظل في صيرورة دائمة، وفي انفتاح مستمر على
مختلف الروافد الثقافية الأخرى،سواء كانت عربية أم إفريقية. ولعل هذا ما
يفسر، ربما، ذلك التجاوب العميق الذي يحصل على صعيد الفرجات بين مختلف
الشرائح المنتمية لتافيلالت، سواء على مستوى المشاركة والفعل ، أم على
مستوى الاستمتاع والتلقي”.
الكتاب (والندوة قبله) إذن،
عربون محبة وتقدير لأستاذ جليل، وشهادة بالغة الدلالة على توجهنا نحو
تجذير ثقافة الاعتراف في التربة الثقافية المغربية، كما أنه (الكتاب) دليل
ملموس على توجه دارسينا الحصيف والمتجدد، نحو تعميق البحث وتأصيله في كافة
الحقول الثقافية عموما، والشعبية منها على الخصوص.
شكرا للأستاذ حسن المنيعي.
شكرا للمركز الدولي لدراسات الفرجة وشركائه.
شكرا لكل من أسهم في إتاحة هذا العمل القيّم المفيد.
محمد حجاجيالمصدر
عن : http://www.zizvalley.com