ياترى انت اى نوع؟

قرر الملك إنه يعمل مسابقة بين 3 من الفلاحين عنده فى المملكة .. .. قرر
الملك دا انه يعمل مسابقة بين3 من الفلاحين لاصلاح أرض بايظة عنده فى
المملكة .. وقال للفلاحين الثلاثة .. الجائزة هتكون ألف ألف دينار لمن
بحسن إصلاح الأرض دى على أكمل وجه .. وطلب منهم إنهم يزرعوا الأرض دى
برسيم .. هو عاوز كدا .. الملك حر فى الأرض بتاعته .. والمسابقة واضحة من
الأول .. صلحوا الأرض .. ولكم الجائزة ..

كل واحد من الفلاحين
التلاتة قال هعمل أقصى ما فى وسعى لأفوز بالجائزة .. الفلاح الأول بدأ
يصلح الأرض ويعدها لزراعة البرسيم وقال .. إيه أكتر حاجه ممكن أعملها
علشان الملك يبقى فرحان .. وبعدين طلعت فى دماغه فكرة .. وقال أيوة هى دى
.. وبدأ ينفذ .. والفلاح التانى عمل نفس الحكاية .. وكذلك التالت ..

وبعد
مدة معينة حددها الملك .. راح علشان يشوف نتيجة العمل .. راح الأرض
المخصصة للفلاح الأول .. وقال فين الفلاح .. مش شايفه يعنى .. قاله أعوانه
.. يا جلاله الملك .. الفلاح الأول عمل حاجه غريبة جدااا .. بدأ يصلح
الأرض باجتهاد شديد وحضرها للزراعة وبعدين حط البذور فى الأرض وبعدين دفن
نفسه مع البذور وحط التربة بتاعة الزراعة فوقه هو البذور ... وقبل ما يعمل
كدا قال .. انه لما فكر لقى ان أحسن حاجه ممكن يعملها انه يكون جوه الأرض
علشان براعيها ويتأكد ان الزرع هيطلع فى أحسن صورة .. وطبعا النتيجة
الفلاح بعد كام يوم ... مات

ولما راح الملك الارض المخصصة للفلاح
التانى بص يمين وشمال .. لقى الفلاح قاعد على جنب بياكل .. ولا قام ولا
وقف لما الملك جه ولا حاجه .. سأل الملك أعوانه قالهم ماله الفلاح دا ايه
اللى جراله .. قالوله يا جلالة الملك .. الفلاح دا أهتم جدااا باصلاح
الأرض وحطلها البذور وقعد يراعيها ويسقيها لحد ما طلع الزرع فى أحسن صورة
.. وفرح جدااا الفلاح بالرزع بتاعه ومن كتر فرحته بالانجاز الكبير اللى
عمله .. نسى نفسه وقعد ياكل فى الزرع دا من كتر ما هو شايفه اد ايه جميل
وأخضر .. فسألهم الملك .. أكل الزرع ؟؟ أكل البرسيم .. هو البنى أدمييين
بيكلوا برسيم !!! .... قاله أعوانه ... أيوة يا جلالة الملك دا اللى حصل
... دا حتى مبقاش يفكر فى الجايزة وكل اهتمامه بالبرسيم الجميل اللى زرعه
...

راح الملك على الفلاح التالت ... لقى الأرض بتاعته جميلة ..
والبرسيم أخضر ومنور .. والفلاح واقف مبتسم .. ومنتظر قدوم الملك .. سأله
الملك .. أنت عملت إيه ... قاله .. أخذت الأرض ... وبدأت أصلحها .. وأحط
فيها البذور وأسقيها .. وكل يوم أروح بيتى وأرجع الصبح أمشى على الأرض لحد
ما أوصل للحقل .. أراعى الزرع لحد ما كبر .. قاله وإيه اللى ساعدك إنك
تنجح كدا وتطلع زرع جميل .. قاله الفلاح .... كانت عينى على الجايزة اللى
أنت حطتها يا مولاى ... كنت بروح وباجى وبعمل شغلى وانا فى دماغى الجايزة
.. ومفيش حاجه شغلتنى عنها .. ولا حتى الأرض نفسها .. قاله الملك .. أنت
ممتاز ... وأمر الأعوان إنهم يمنحوه الألف ألف دينار ... وبس خلصت الحدوتة
...

ولله المثل الأعلى ... الحدوتة دى .. قصتنا فى الدنيا ... ربنا
خلقنا ونزلنا للأرض .. يعنى للدنيا علشان نصلحها .. وقال اللى هيعمل
المهمة دى على أحسن وجه هيكون جائزته الجنة وفى الجنة أرضى عنكم فلا أسخط
عليكم أبدا ... ياللا ابدأوا شغل وموعدنا يوم القيامة ..

وكان
أصناف البشر تلاتة زى الفلاحين التلاتة بالظبط ... الصنف الأول انشغل
جدااا بالدنيا .. ودخلت قلبه وحط نفسه جواها .. ونسى ربنا ونسى الهدف ونسى
كل حاجه .. وبقى هو والدنيا مختلطين وحاجه واحدة ... لحد ما أخدته جواها "
زى الفلاح اللى دفن نفسه مع البذور فى التربة " .. لحد فى الأخر ما مات ..
من قبل حتى ما الزرع بتاعه يطلع .. أو من قبل ما يصلح الأرض ..

أما
النموذج التانى .. فكان أفضل شوية من الأول ... منشغلش بالدنيا نفسها ...
ولا دفن نفسه فيها .. لكن هو انشغل بعمله .. يعنى لما كان بيصلح حاجه فى
الارض أو يؤدى مهمة طلبها ربنا منه ... كان يعجب بيها جداااا ويعجب بنفسه
وعمله ... " زى الفلاح اللى عجبه البرسيم .. لدرحة انه اكله ... فى حد
عاقل ياكل برسيم .. " .. دا زى اللى يبقى بيصلى كويس أووووى فبفرح بصلاته
أوووووى فيبقى مش بيفكر فى ثواب ربنا اللى هيديهوله ... لا دا كل تفكيره
هو اد ايه عظيم وعرف يصلى حلو أووووى .... أو زى الشخض اللى يبقى ناجح فى
شغله جداااا ... فينشغل بنجاحه ونجاحه يخده لنجاح تانى وهكذا ... وفى
الأرض ينسى هو يشتغل ليه ولمين .. " الفلاح أكل الزرع ... اللى هو أصلا
مينفعش يتاكل .. وكمان نسى الملك .. ونسى الجايزة " .. وكذلك إحنا يا بنى
أدمييييين كتيررر أووووى بتاخدنا أعمالنا بنفس الشكل ...

أما
النموذج التالت .. هو دا النموذج اللى الملك فرح بيه .. واللى ربنا سيحانه
وتعالى وله المثل الأعلى عاوزه .. وهيفرح بيه .. هو واحد عمل المهمة
المطلوبة منه .. منساش إنه فى مهمة .. كان علطول فاكر الملك والجايزة اللى
حطها .. كان عارف الفلاح إن الارض دى مجرد محطه مش مطلوب يدفن نفسه جواها
ولا تكون فى ايده وياكلها .. لكن دى كانت تحت رجله .. بيمشى عليها باقدامه
.. بيدوس عليها وهو بيصلحها .. لكن عينه كانت فوق على الجايزة .. هو دا
الإنسان اللى ربنا خلقه وعاوزه يكون على هذه الصورة ... الدنيا لا فى
قلبنا .. ولا جوانا .. لا .. الدنيا تحت رجلينا ... عنينا وقلبنا مع ملك
الملوك سيحانه وتعالى .. ننفذ تكليفه لنا .. وإحنا مشتاقين لليوم اللى
يدخلنا فيه جنته ويقربنا منه .. ويرضى عنا فلا يسخط علينا ابدا ...

يا
رب المثال دا نفتكره دايما .. مع كل مرة ممكن نقرب فيها من نموذج الفلاحين
الأول والتانى .. خلى عنينا على الجنة .. وما فى قلبنا غير الله ...