الوه يا نجدة ... يا نجدة يا نجدة الوووووه

الوه يا نجدة ... يا نجدة يا نجدة الوووووه وبكي سامح سائق السيارة النقل فلم يهتم به احد .. كان يرتعد من فرط خوفه وهو يشاهد جاره البلطجي يعد لقتله بعد أن نشبت بينهما مشاجرة كبيرة ذات اليوم .

ظل يراقب جاره من النافذة ..كان بريق السيوف والسنج يصيبه بالذعر ويذوب في جلده ..فكر أن يترك بيته ويهرب لينجو بنفسه لكنه تراجع فأمه العجوز وطفلته الصغيرة وزوجته لن ينجين من بطش البلطجي الذي يتربص به منذ فترة.. تشبث بالأمل من جديد اتصل بالنجدة للمرة المائة ..نحن في الطريق .. وانغلق الخط..لم يختلف الرد عن المرة الأولي منذ خمس ساعات لكن أحدا لم يحضر...استغاث بأصدقائه في العمل ومعارفه والجيران الذين حضرو للصلح لكن الجار المتغطرس أجر ذلك الصلح وأخذته العزة بالاثم معلنا صراحة أنه لن يترك "سامح" اليوم وركب سيارته وانطلق ضاربا عرض الحائط بمساعي الجيران وأهل الخير للتوفيق بين الأثنين .

ذبح في عرض الشارع

جلس الجميع في الشارع انتظارا لذلك البلطجي أملا فيالصلح أو انقاذ الشاب المسكين الذي لم يتجاوز الثانية والثلاثين من عمره...ظنوا ان البلطجي ربما تهدأ أعصابه ويتغير حاله بعد عودته.. ولم يطل الانتظار عاد البلطجي بعد فترة وبصحبته ثمانية من البلطجية يشهرون سيوفهم واسلحتهم في الشارع.. فر الجميع كل ينأي بحياته ومن تردد في الهرب أصابه من البلطجية ما أصابه ولكن "سامح" الذي مازال متشبثا بأمل في الحياه وربما استسلم لقدره بعد أن فقد المغيث خرج اليهم رافعا يديه إلي أعلي وهو يصيح ( مامعيش سلاح..تعالوا نتفاهم ) فالتفوا حوله وأمسك أحدهم بذراعيه من الخلف بقوة وشل حركته تماما وقام جاره البلطجي بذبحه بمطواة وقبل أن يرفع مطواته من عنقه طعنه شقيقه هو الآخر بسكين في صدره لتستقر في القلب مباشرة وبعدها انهالت عليه سيوف وسنج ومطاوي البلطجية التسعة بلا رحمة حتي مزقوا جسده النحيل ثم تركوه يترنح في الهواء ودماؤه تنفجر مثل البركان حتي سقط علي الأرض جثة هامده لا حراك فيها .. وترك البلطجية ضحيتهم المسكين غارقا في دمائه في عرض الشارع بعد أن انجزوا المهمة وأنصرفوا مشهرين أسلحتهم في وجه المارة ليصيبوا الجميع بالفزع قبل أن يركبوا سيارتهم ويفروا هاربين.. بعد هذا المشهد الدامي بدقائق معدودة حضر رجال الشرطة ومباحث الخانكة ليحرروا المحاضر ويحصروا الضحايا !!!

دموع أم

جائتنا أم سامح لتدمي قلوبنا بدموعها التي لم تتوقف منذ مقتل ابنها الوحيد قبل عشرة أيام أمام عينيها ... تحمل بعض الأوراق والمحاضر وصور القتيل وأسرته التي ما كاد تنظر إليها حتي تنهمر في البكاء والعويل وهي تقبلها حتي تغرق الصور في بدموعها ... وعندما تفقيق تنظر إلينا وتقول لم يبقي من ابني سوي تلك الأوراق والصور .. ولا نجد ما نقول لنهون عليها وخيم الصمت علي الجميع في انتظار ان ينزل الله سكينته علي المرأة العجوز المكلومة ...وهذا ما حدث واستعادت أم سامح صبرها وتماسكها وبدأت تحدثنا عن فاجعتها ... قالت "إنعام مصطفي علي – 65 سنه " لم يكن "سامح" ابني فقط بل كان كل حياتي وفرحة عمري فهو ابنيالوحيد الذي جاء بعد حرمان أكثر من 12 سنة ليملأ حياتي بالبهجة والفرحة وهو ما زال طفلا ويصبح عائلي وسندي وهو شاب بعد وفاة والده .. عمل سائقا علي سيارة نقل للإنفاق علي الأسرة وعندما تزوج منذ سنوات لم يخرج من بيتي وأقام معي بالخانكة وبمرور الوقت أنجب طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز العامين من عمرها وكانت أمورونا تسير علي خير حال وابني من عمله إلي بيته لم يسمع له أحد صوتا وكان مؤدبا ودودا يشهد أصدقاؤه وجيرانه بحسن خلقه ولا يختلف أحد علي طيبة قلبه وشهامته.. ولكن سرعان ما تغير حالنا بعد أن بدأ أحد الجيران وهو شاب عمره 28 سنة يدعي "سامي" بدأ يتحرش بابني ويحاول افتعال المشاكل معه بسبب ركن السيارة التي يعمل عليها في الشارع وظل سامح صابرا علي ايذاء جارنا ويغلق بابه علي نفسه منعا للشر فهو يعرف أن ذلك الشاب بلطجي ومدمن و"سامح" وحيد وضعيف ومغلوب علي أمره لا يملك إلا أن يشكو حاله إلي الله ويصبر .

بلطجة

وتقول الام أنه في يوم الحادث وبعد أن تناول سامح إفطاره خرج ليغسل السيارة قبل أن يذهب إلي العمل وبعد أن انتهي فوجئ بسقوط كمية كبيرة من المياه المتسخة المتعفنه والقاذورات تلقي عليه وعلي السياره من أعلي فسأل عمن ألقي بهذه الأشياء فلم يجيبه أحد وأصابه الغضب الذي أفلت لسانه بشتم من فعل ذلك فخرجت زوجة "سامي" من البلكونه لتخبره أنها هي التي فعلت ذلك وتمطره بوابل من السباب والشتائم وأسرعت وأيقظت زوجها الذي مازال نائما وجاء يهدد ويتوعد ويشتم وتجمع الجيران لفض المشاجرة ولكن لم يكتف "سامي" بذلك فظل يتوعد ويجمع السنج والمطاوي والسكاكين ويضعها خلف الباب. ثم خرج من المنزل مسرعا ونظر إلي "سامح" وهو يقول ( أنا هوريك لازم تموت النهارده ) وركب سيارته وانطلق بسرعه وتاكد الجميع أن الشاب لن يترك "سامح" وطلبوا منه الاتصال بالنجدة وظل ابني يتصل بالنجدة من تليفونه المحمول لأكثر من خمس ساعات وهم يقولون (جايين .. جايين) ولا أحد يأتي فاتصل ببعض معارفه وصاحب العمل وكبار المنطقة لعلهم يستطيعون انهاء المشكلة وحضر الحاج علي صاحب السيارة والحاج مصطفي المقاول وماهر والحاج شعبان وظلوا يتصلون بجارنا البلطجي علي المحمول وهو يقول لهم ( خلاص مهمتكم انتهت ) ثم فوجئوا بعد فترة بحضوره وبصحبته ثمانية من البلطجية ينزلون من السيارة ويشهرون وسيوفهم وأسلحتهم ففر الحاضرون خوفا من هؤلاء البلطجية الذين يضربون كل من يقابلهم او يحاول أن يمنعهم من الوصول إلي "سامح" وخرج ابني المسكين مستسلما يترحمهم ويطلب منهم أن يستمعوا له فلم يستجيبوا وقاموا بالإلتفاف حوله في دائرة وأمسك أحدهم بذراعيه وشل حركته وقام "سامي" بذبحه بمطواه ثم طعنه شقيقه بسكين في صدره وانهال عليه البلطجية بالسنج والسيوف. حتي سقط غارقا في بركة من الدماء وتركوه وفروا هاربين في سيارتهم وسط ذهول ودهشة أهالي المنطقة وحضر رجال الشرطة علي الفور وحرروا المحضراللازم وبعد ساعات تمكنوا من القبض علي "سامي" ولم يتم القبض علي شقيقه أو أي من البلطجية الآخرين رغم مرور أكثر من عشرة أيام علي الحادث.

وتناشد الأم المكلومة السيد حبيب العادلي بإصدار أوامره بسرعة القبض علي الجناه كما تطالب المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بمتابعة التحقيق وإحالتهم لمحاكمة عاجلة بتهمة القتل العمد حتي يتم القصاص العادل ويكونوا عبرة لأمثالهم ممن استباحوا حياة الناس وحرماتهم