اول حب

موضوع: اول حب الجمعة ديسمبر 04, 2009 9:08 pm

حبيبى

اول حــــــــــــــــــــــــــب
*****************

فى حداثتى ، جذبتنى بشده عباره ،

أوردها الأديب إحسان عبد القدوس ، فى بدايه روايته الشهيره (الوسادة الخالية)، التى تحولت لفيلم اكثر

شهرة .....

"فى حياة كل منا وهم كبير ... إسمه الحب الأول ... لاتصدق هذا لوهم .... إن حبك الأول هو حبك الأخير ..!!"

أيامها طبعاً لم أتوقف طويلاً أمام العباره ، ولم أحاول مناقشتها أو تفنيدها ، فمدام الاستاذ "إحسان" كتبها فهى

صحيحه حتماً ....

ثم مرت بى الأيام وأصابنى مايصيب كل شباب الدنيا ..... أحببت

احببت انسانه حب كبير من كل قلبى .....

وفوجئت ان ابتسامتها هى نفس الابتسامه التى تعطيها لكل من تقابله .....وفجأه إستيقظت لاجد نفسى غارق

فى حب فتاه أخرى ....

ولقد تطورت شخصيتى وشهدت صورا كثيره امامى من الحب ...

وتوقفت ذات يوم أعيد قراءه عباره الاستاذ إحسان ، مره ثانيه ....

وفى تلك المره وقفت امام العباره حائراً بحق ....

فما الذى يعنيه الأستاذ إحسان بالظبط ؟؟!

أمن المحتم حقاً ان يكون الحب الاول مجرد وهم ؟!

ثم ماذا عن الحب الأخير ؟

ماالمقصود بان الحب الأول هو الحب الأخير ؟؟.

العباره من الناحيه اللغويه تقبل معنيين متناقضين تماماً...

فمن الممكن ان تعنى العباره أن الحب الوحيد الصادق ، فى حياه كل مخلوق ، هو حبه الفطرى الأول ، والذى يتم

بتلقائيه وحراره ، على نحو لايمكن أن يتوافر فى أى حب تالِ، مهما بلغت قوته ، إذ انه الخفقه الأولى ، فى قلب

كل محب ، والتى تقفز به من عالم الطفوله ، إلى عالم الصبا والشباب ، وإقتحام الحياه ...

بإختصار الحب الأول وحده الذى ينتزع عذريه القلب ، على نحو لايتكرر ، ولايمكن أن يتكرر قط .....

أو ان العباره تعنى أن الحب الاول هو الحب الحقيقى ...الذى إستقر أخيراً فى الوجدان ، وتغلغل فى الكيان ، بعد أن اختبر

القلب الدنيا ، وخاض تجاربها ، ثم ادرك فى النهايه ماهو الحب.......؟!

وكيف يحب!

ومتى يدرك أنه احب ...

وحتى الآن انا شخصياً عاجز عن الجزم ، بما كان

يعنيه الأستاذ إحسان بالظبط من عبارته ، إذ انه وحده كان بإمكانه تحديد ماكان يرمى إليه .ولكنى وبكل ثقه ،

اختلف مع الاستاذ إحسان .. فى إعتبار ان الحب الاول مجرد وهم ....

الحب الأول هو أول حب ...

رما ينسى المرء من أحبها ، أو تنسى الواحده من أحبته ، بعد أن يفصلهما القدر لسنوات وسنوات ، ولكنهما لو

إلتقيا لحظه واحدة ، لأنزاحت فى رأس كل منهما كل ذكريات الدنيا ، فيما عدا كل منهما أمامه الحب الأول ...

ربما يفتقر إلى العوامل القويه ، اللازمه لبقاء وأستمرار أى حب ...

ولكنه لن يصبح ابداً أى حب ....

إنه أول حب ....

وما من قوه يمكنها أن تنتزع عنه هذا اللقب أبداً ...

هذا لايعنى بالطبع أنه سيستمر ، أو يبقى ، أو حتى يترك أثراً فى قلب صاحبه ، ولكن من المؤكد انه لن

يمضى دون أن يترك خلفه مايرشد إليه ، إذا مادعت الحاجه إلى هذا ...

ربما يترك ضحكه ...

أو إبتسامه ....

أو حتى لمحه حزن ...

المهم أنه لن يذهب بعيداً ...

فتشوا فى أعماقكم بكل صدق وإخلاص ، وستكشفون أننى على حق ....

حبكم الأول هناك فى بؤره مظلمه من أعمق أعماق قلبكم ، ينزوى هناك صامتاً ، لانكم تخشون مجرد إسترجاعه ،

حتى لايفسد هذا حبكم الحالى .

أو حتى القادم ....

وأول حب فى حياه النسان ، يمنحه نشوه مابعدها نشوه فى حينه ....ثم ينتهى دوماً على نحو مباغت ، أو

غير متوقع

ففجأه يرتبط الطرف الثانى بآخر ..

أو يبتعد ....

أو حتى ينتقل إلى مكان آخر ....

المهم أن اول حب لايمكن أن يستمر ، إلا فى حالات نادره ....

نادره جداااااااً.....

إلى حد يكاد يقارب المستحيل ....

وهذا أمر حتمى ، حتى تستمر الحياه وتتواصل ...

لابد أن يتجاوز الشخص .. أى شخص – محنه الحب الاول هذه ، فالأشخاص الذى يعيشونها أكثر مما ينبغى ،

تصيبهم العقد النفسيه ، ويبدأ حاضرهم ومستقبلهم فى التآكل رويداً رويداً ، فلا يعود لهم من حياتهم ،كلها

سوى الماضى ... والماضى وحده ....

ومالايدركه هؤلاء المساكين هو أن مشكله الحب الأول الرئيسيه هى المقاييس والمعايير ..

فالمقاييس التى يتم إختيار المحبوب الأول ، تتناسب حتماً مع العمر الذى يتم فيه هذا الأختيار ....

ومع معايير مرحله المراهقه ...

فمع تفتح زهره القلب لأول حب ، تنتبه العين إلى المعايير الشكليه فى المقام الأول ... وتنبهر بسرعه ....

تنبهر بالجمال والوسامه ، ولون العينين ، ونعومه الشعر .....

لهذا نجد أن المراهق ينشغل دوماً بالجميلات ،،والمراهقه تهيم عشقاً بكل وسيم ....

ولهذا ايضاً يبدأ الشاب فجأه فى الاهتمام بشكلهم الخارجى ..ورائحتهم ، وحلاوتهم ، وحتى خفه ظلهم ودمهم ....

ولأن مقاييس الأختيار هنا سطحيه ومباشره أكثر مما ينبغى ، فمن غير المنطقى أو العملى أن يتواصل هذا الحب أو

يستمر ....

حتماً سينهار وينتهى مع أول شعاع لشمس النضج ...

أو حتى يتفتت تحت شكل أكثر وسامه ، او وجه اكثر جمال وحلاوه ...

وهنا يتلقى القلب أول صدمه عاطفيه ...

صدمه فشل الحب ....

أو بمعنى أكثر دقه ، صدمه حقيقه هذا الحب الهش ....

ورد الفعل هنا مهم جداً ...

وخطير جداً .....

فقليلون هم من يتجاوزوا هذه الصدمه بسرعه ،

ويلقونها خلف ظهورهم ، ويمضون فى حياتهم ، ليغسلوا جراح أول حب ، إما بحب آخر ، أو بجهد ونشاط اكثر ....

أما الغالبيه العظمى ، فتقضى وقتاً طويلاً ، فى البكاء على الحب الوهمى الضائع ، والعاطفه الزائفه

المسكوبه ....

وبعد فتره تطول أو تقصر تتجاوز النسبه الأعظم ، من المجموعه الأخيره فى هذه المحنه ...

أما من يتبقى ، فهو الضحيه التى تستحق الرثاء بحق ...

الضحيه التى ترفض الخروج من المحنه ، وتتمسك بها ، وتمضى شطراً طويلاً من عمرها فى البكاء ، والغضب ،

والنقمه على الطرف الآخر ، الذى لم يدر ابداً – ربما مادار فى قلبها يوماً ما ....

الضحيه التى تهدر حاضرها ومستقبلها ، من أجل حب وهمى مضى ، فتنقم ، وتحزن ، وتثور ، بل وربما تخطط

لأنتقام ما أيضاً ....

وكل هذا خطأ فى خطأ ..

هذا لأن أول حب مجرد تجربه لنبض القلب ، وتحرير المشاعر ، وإشعال العواطف والأحاسيس ...

ولكن ليس نهايه الحياه ...

إنه فقط البدايه ...

البدايه لقلب جديد ، تجاوز على التو مرحله عبث ولهو الطفوله ، ووثب منها إلى مرحله شباب وإنطلاق وحراره ..

مرحله يأتى فيها دائماَ حب آخر ...

وآخر.....

وآخر....

وكلما مضت أيام العمر ، إختلفت مقاييس ومعايير الحب ، وظهرت للقلب انواع جديده ، وألوان جديده من الحب ..

موضوع: رد: اول حب الأربعاء ديسمبر 30, 2009 11:12 pm

أول حب
أنت متأكد؟

موضوع: رد: اول حب الأربعاء ديسمبر 30, 2009 11:52 pm

يابنى دا احسان عبد القدوس روح اساله
هو لازم ابقا مقتنع بالكلام المكتوب او بيتكلم على لسانى