سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب ( 1- زيد بن حارثة)
سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب
( 1- زيد بن حارثة)
رضى الله عنه.
إعداد وتنسيق / سندس
1- من هو زيد بن حارثة ؟
هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس، وكان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة، وهي سوق بناحية مكة، كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد، فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعيش مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد ببلقاء بأرض الشام ،نشأ سيدنا زيد بن حارثة وتربى في بيت النبوة، فهو مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم الإسلام التبني .
2- ما هى قصة تبني النبي – صلى الله عليه وسلم- لزيد بن حارثة قبل الإسلام؟
قولنا أن زيداً كان قد سُرق من أهله وبيع عبداً فى الأسواق حتى وصل إلى بيت النبى – صلى الله عليه وسلم- وكان أبوه يتحراه في كل أرض ويصوغ حنينه شعراً حزيناً تتفطر له الأكباد حيث يقول : بكيتُ عـلى زيد ولم أدر ما فعـــل ... أ حيٌّ فيرجى أم أتى دونه الأجــــــــــل
وفي موسم من مواسم الحج قصد البيت الحرام نفر من قوم زيد فإذا هم به وجهاً لوجه فعرفوه وعرفهم ، وكلموه وكلمهم ، ولما قضوا مناسكهم عادوا وأخبروا حارثة بما رأوا وحدثوه بما سمعوا . فأسرع حارثة وأعدّ راحلته وحمل من المال ما يفدي به فلذة كبده وقرة عينه وصحب معه أخاه كعباً ، وانطلقا معا يغذان السير نحو مكة فلما بلغاها دخلا على النبى –صلى الله عليه وسلم- وقالا له : يا بن عبدالمطلب ، أنتم جيران الله ، تفكون العاني ، وتطعمون الجائع ، وتغيثون الملهوف ، وقد جئناك في ابننا الذي عندك وحملنا إليك من المال ما يفي به ، فامنن علينا وفاده لنا بما تشاء ..وهنا خيرّ النبى – صلى الله عليه وسلم – زيداً بين الذهاب معهم أو البقاء معه ..فإختار زيد البقاء مع النبى – صلى الله عليه وسلم- مما جعل والد زيد يقول ( ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على أبيك وأمك؟ ) ليرد زيد قائلا( إني رأيت من هذا الرجل شيئاً وما أنا بالذي يفارقه أبدا ) فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- من زيد ما رأى ، أخذ بيده وأخرجه إلى البيت الحرام ووقف به بالحِجْرِعلى ملأ من قريش وقال : يا معشر قريش اشهدوا أن هذا ابني يرثني وأرثه .... فطابت نفس أبيه وعمه وخلفاه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادا إلى قومهما مطمئني النفس مرتاحي البال ، ومنذ ذلك اليوم أصبح زيد يدعى بزيد بن محمد ، وظل يدعى كذلك حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطل الإسلام التبني حيث نزل قوله تعالى ( ادعوهم لآبائهم .... )الآية سورة الأحزاب 5 ، فأصبح يدعى زيد بن حارثة .
3- ما هى قصة زواج زيد بن حارثة –رضى الله عنه- من زينب بنت جحش رضي الله عنها؟
عندما أحس النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت عمته زينب بنت جحش لزيد ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة الأحزاب الآية : 36 ، فأخبرت زينب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة الرسول و خضوعا و تسليماً لحكم الله تعالى .
و المهم في هذا الزواج هو أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد و بأمر من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم يفلح في تغيير قرار الطلاق .
4- ما قصة زواج النبي- صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد ؟
بعد أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يتزوج ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً حقيقيا في ذلك المجتمع ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) الأحزاب الآية : 37 ، ولا بُدَّ من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب إنما كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك القرآن (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا) الأحزاب ، الآية : 37 و 38 ..هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء.
5- هل لزيد بن حارثة أبناء ؟
أنجب (زيد بن حارثة) من زوجته السيدة ( أم أيمن ) رضي الله عنهم إبنهما ( أسامة بن زيد) كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي ( وأحبه حبًّا كثيرًا، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
6- ما هى الغزوات والمعارك التى شارك فيها زيد بن حارثة ؟
كان زيد فدائيا شجاعا، ومن أحسن الرماة في عصره، شارك في غزوة بدر، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في غزوة أحد، وحضر غزوة الخندق، وصلح الحديبية، وفتح خيبر, وغزوة حنين، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على سبع سرايا. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيه : ما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش قط، إلا أمره عليهم, وإن بقى بعده استخلفه .
8- ما هى قصة إستشهاد زيد بن حارثة رضي الله عنه ؟
عاش زيد ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ينهل من علمه وأخلاقه وهديه حتى صار عابدا ورعا، يقتدي بكل ما يرى حبيبه وحبيب الله صلى الله عليه وسلم يقوله ويعمله .وفي السنة الثامنة للهجرة حدثت غزوة مؤتة التي استشهد فيها زيد بن حارثة رضى الله عنه بعد حياة طويلة مع الحبيب صلوات الله عليه وسلامه. عن أنس رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم فقال صلى الله عليه وسلم : أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
تم بحمد الله وتابعونا مع صحابي أخر