فجرت التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي في قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم مفاجأة جديدة في القضية، حيث تضمنت الأوراق المقدمة إلى السلطات القضائية المصرية اسم متهم جديد في القضية هو البريطاني إليكس كاساكي، وأشارت أوراق التحقيقات إلى أن وكيل النيابة الإماراتي شعيب علي أهلي أجرى تحقيقا مطولا مع المتهم البريطاني حمل رقم 2937 استعان فيه بمترجم يدعى نديم شفيع.
شو المفاجآت الجديدة؟؟؟؟
وتضمنت الديباجة الأولية للتحقيق وصفا للمتهم البريطاني أنه في العقد الثلاث من عمره (23 عاما)، ويقيم في منطقة دبي مارينا في برج الماس في الطابق السادس والعشرين، ومهنته وكيل عقاري لدى شركة بوند، ومصاب في أسفل عموده الفقري عللها بممارسة رياضة التزلج في تركيا قبل مثوله للتحقيق بأسبوع فقط.
واعترف إليسكي بوجود علاقة تربطه برياض العزاوي المقيم في بريطانيا بسبب مساعدته في توفير شقة له وصديقته مطربة مشهورة تدعى سوزان تميم ، وقال "ساعدتهما في رؤية العديد من الشقق السكنية. إلا أنهما لم يستقرا على أي منها، وبعد أسبوعين فوجئت باتصال هاتفي من تميم تطلب فيها شراء شقة لها في منطقة مارينا، وبعد اتصالات عدة قاما بسداد ثمن الشقة على مصرف بريطاني، وسددا قيمتها البالغة مليونا وستمئة ألف درهم إماراتي، وتم تحرير عقد الشقة باسم سوزان تميم من مالكها أحمد خفاجي.
وتضمنت اعترافات البريطاني أن رياض طلب منه في شهر حزيران الماضي أن يحضر له بعض الأغراض الخاصة من سوزان تميم، وأخبرته أنني موجود في تركيا، وحين أعود إلى الإمارات سأتصل به، وفاجأني رياض بقوله إنه سيحضر قريبا إلى الإمارات.
اكتشاف الجريمة
وفي يوم الحادثة – وفقا لأقوال المتهم – اتصل به رياض العزاوي من هاتف يبدأ برقم 0021 ، وأبلغه أنه يحاول الاتصال بسوزان لكنها لا ترد عليه، وأنه أبلغ ابن خالتها حسان بالأمر نفسه، ويتابع إليسكي "وفي الساعة العاشرة والنصف مساء توجهت إلى شقتها، حيث لاحظت وجود دورية للشرطة، ولم أدخل البناية، وأبلغت العزاوي بذلك، وفوجئت باتصال أخير منه وهو يبكي، ويقول لي إن أحد أصدقائه توجه إلى البناية، وأخبره بمقتل سوزان تميم نقلا عن الشرطة الموجودة في المكان، وعاود الاتصال بي ليطلب من الذهاب لتأكيد الخبر، لكنني أخبرته بأني مشغول، وتوجهت بعدها لأحد المقاهي لتناول العشاء مع أحد أصدقائي، وفوجئت في اليوم الثاني بالشرطة تداهم منزلي، وتستولي على حاسوبي وأحذيتي، وكان من بين تلك الأحذية واحد أخذته هدية من رياض العزاوي".
وأشار المتهم في تحقيقات دبي إلى أن علاقة العزاوي وتميم كانت علاقة غير رسمية، وعلى حد تعبيره "بوي فريند"، حيث كانا يقيمان سويا في الفنادق التي ينزلان بها في دبي، وأيضا في الشقة التي ساعدتهما في شرائها في دبي، مشيرا إلى أن ثمن الشقة سدد من حساب القتيلة – وفقا لما أخبرته به- وأنه حصل علي ثمانية آلاف درهم كعمولة – نصف في المئة بدل واحد في المئة كما اتفقا من قبل..
خلافات بين القتيلة ورياض
رياض العزاوي...
وعن عدد مرات لقائه برياض العزاوي وسوزان تميم " معا" قال إنها تراوحت ما بين أربع وخمس مرات، كما أنه التقى منفردا مع العزاوي ثلاث أو أربع مرات أخرى، أما عن عدد الاتصالات التي تلقاها من العزاوي ليلة الحادث، فقال إنها بلغت حوالي سبعة أو ثمانية اتصالات، كان أولها في العاشرة وخمس دقائق مساء بتوقيت الإمارات، مشيرا إلى أنه لاحظ وجود خلافات بين القتيلة ورياض، مستندا في ذلك إلى عدم ردها على اتصالات رياض، فضلا عن شخصيتها القوية التي كانت تفرضها عليه.
وعن الرسالة التي تم العثور عليها مع ملابس القتيلة وصادرة عن شركة "بوند للعقارات" أنكر المتهم معرفته بتلك الرسالة، لكنه لم يستبعد أن تكون رسالة من الشركة لها، أو أن تكون قد وصلت إلى أي شخص، ولم يستبعد أن يكون رياض قد أخذ واحدة من تلك الأوراق خلال وجوده في الشركة، كما اعترف أيضا بإعطاء رياض العزاوي رسالة فاكس في أحد الأظرف التي تحمل شعار الشركة، نافيا وجود أية مشاكل له مع العزاوي والقتيلة، مستشهدا بصديق بريطاني يدعى "نيكي" كان برفقته عندما علم بواقعة القتل من رياض.
وقرر وكيل النيابة حبس إليسكي سبعة أيام على ذمة التحقيقات الجارية، وعرض التحقيق على رئيس النيابة سامي الشمس يوم الأحد الموافق /3 /8 2008.
معاينة شقة الجريمة
أما محضر المعاينة الأولى لشقة القتيلة فأوضح أن المعاينة الأولية للحادثة جرت في الساعة التاسعة وأربعين دقيقة مساء بتوقيت دبي يوم الثامن والعشرين من شهر يوليو – فور تلقي بلاغ من غرفة عمليات شرطة دبي في الساعة الثامنة والنصف مساء - أفاد بمقتل سوزان تميم، وانتقل إلى موقع الحادث القائم بأعمال رئيس نيابة "بر دبي" خالد أمين الزرعوني ووكيل النيابة شعيب علي، وانضم إليهم نائب مدير الأمن الوقائي العميد عبد الجليل مهدي، ومدير المباحث العميد خليل إبراهيم، وعدد آخر من رجال شرطة دبي، إضافة إلى شخص يدعى محمود زياد الأرناؤوط - قال إن القتيلة هي ابنة خالته، أما شرطة دبي فتعاملت معه على أنه المبلغ عن حادثة القتل.
واعترف محمود زياد الأرناؤوط أمام الفريق الجنائي والبحثي أن القتيلة "سوزان" على خلاف مع شخص يزعم زورا (على حد قوله)، أنه يدعى عادل معتوق، مشيرا إلى أن القتيلة سبق أن أبلغته بأن العقد الذي يستند إليه معتوق في تأكيد زواجهما "مزور".
وأضاف أنه حضر إلى منزلها في الساعة الثامنة مساء "يوم الحادثة"، وأثناء محاولته فتح الباب وجده غير مغلق، فدخل إلى الشقة، حيث وجد القتيلة ملقاة على الأرض مدرجة في دمائها، وكانت الدماء تحتها مغطاة "بشرشف"، وسارع إلى إبلاغ الشرطة.
جثة مغطاة
وانضم إلى الفريق الشرطي – وفقا لما جاء في نص التحقيقات كل من قائد عام شرطة دبي اللواء خميس مطر، والخبيرة فريدة الشمالي من الإدارة العامة للأدلة الجنائية، التي قالت إنه بدخولها للشقة شاهدت جثة القتيلة مغطاة بالكامل بشرشف أبيض وآخر ملون وفوطة بيضاء اللون، وممدة على أرضية ممر الشقة بالقرب من الحمام، وبالكشف عليها تبين أنها أنثى في العقد الثالث من عمرها متوسطة الطول والبنية، بيضاء البشرة ترتدي بنطلون جينز أزرق اللون وقميصا بكم قصير "جيشي اللون" مدونا عليه بالإنجليزية عبارة "dior love"، وحزاما جلديا بني اللون وترتدي في معصم يدها اليسرى ساعة نسائية بيضاء اللون وبقدمها اليمنى سلسلة فضية اللون، وكانت وضعية الجثة مستلقية على ظهرها، وأسفلها بركة من الدماء، ورأسها تميل إلى الشمال بالقرب من المطبخ، ويدها اليمنى معقوفة بالقرب من رأسها، أما يدها اليسرى فكانت ممدة بالقرب منها، ورجلها اليمنى في جهة الجنوب ممدة مقابل باب الحمام، والأخرى معقوفة عليها، وعلى رقبتها جرح غائر يدل على تعرضها للنحر.
وأوضح تقرير المعاينة الأولية بحسب الوطن أن القتل كان بالنحر لمرة واحدة" ذهابا وإيابا بالسكين، وحدد زمنا تقريبيا للوفاة في الساعة الثامنة مساء، وأن الجثة متيبسة تماما، وأثبت محققو الأدلة الجنائية وجود أثار على أرضية الشقة لحذاء كبير يحتمل أن يكون رجاليا "بسبب مقاسه"، كما أثبت المحققون عثورهم في صندوق الحريق - في الطابق الحادي والعشرين من البناية الذي نزلوا إليه عبر ردهة الخدمات- على قميص بني مخطط باللون الوردي مقاس متوسط "M" ماركة مودكس عليه دماء وبدلة رياضية سوداء اللون "nike"، مرفق بها رسالة باسم القتيلة مدون عليها" بوند للعقارات".
تقرير الطبيب الشرعي
وكشف تقرير الطب الشرعي الذي أجراه الطبيب المصري حازم متولي إسماعيل - يعمل لحساب شرطة دبي – عن اختلاف في توقيت القتل، حيث رجح أن تكون الجريمة ارتكبت خلال الفترة من الساعة الحادية عشرة مساء من ليلة الحادثة إلى الساعة الثالثة ظهرا في يوم اكتشافها.
وأثبت تقرير الطبيب الشرعي وجود جرح ذبحي جنائي بمنطقة الرقبة ممتد من أسفل الأذن اليسرى وحتى نهاية الألسية لعظمة الترقوة ما أدى إلى قطع شامل للأوعية الدموية الرئيسية على الناحيتين والقصبة الهوائية والمريء، إضافة إلى كدمة في الجهة الداخلية للشفتين، كما تبين وجود جرحين قطعيين في أعلى يسار الصدر مقابل الترقوة اليسرى لا يصلاان إلى التجويف الصدري، وجرح سطحي صغير أسفل الثدي الأيمن، وجرح شديد السطحية يمين العنق لا يخترق الجلد، وجرحين قطعيين غائرين يقعان في خلفية أسفل ومنتصف الساعد الأيمن، وجرح بمستوى الحواف بطول ربع سنتيمتر أسفل مقدم الساعد الأيمن، وكدمات في الشفتين العليا والسفلي، وكدمات أسفل الفخذ الأيمن، وكسر غير كامل في ظفر إبهام اليد اليسرى، وقطع في الملابس الداخلية للقتيلة بما يتفق شكلا وموضعا مع الجرح أسفل الثدي الأيمن.
ورجح أن تكون الأداة المستخدمة في الجريمة "سكينا" أو ما شابهها، وأثبت التقرير الطبي وجود مقاومة من القتيلة لقاتلها، دلل عليها بجرحي الساعد الأيمن وكسر الظفر، مشيرا إلى أن تلك الإصابات ذات طبيعة دفاعية، كما أثبت التحليل الطبي أن دماء القتيلة خالية من أية مواد كحولية أو مخدرة.
كما أثبت الطبيب الشرعي وجود دماء على جدران الشقة بلغ ارتفاع بعضها نصف المتر، مشيرا إلى أن انتشار الدماء حول عنقها يشير إلى أن المجني عليها كانت مسجاة على ظهرها عند ذبحها. بعد تثبيت الجانب الأيمن من رأسها، وأن القاتل قام بنحرها من الجهة اليسرى لرأسها. صالح رجب.