الشيطان‏..‏ لا يعرف الحب‏!‏ ... هــام جداَ

بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيُّها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وَقودها الناس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
صدق الله العظيم

الأهــرام
السبت 11 يوليو 2009 - 18 رجب 1430
تحقيــــق الســــبت
الشيطان‏..‏ لا يعرف الحب‏!‏
بقلم: عـزت السـعدني

[url=http://www.ahram.org.eg/archive/2009/7/11/44777_33m.jpg][url=http://www.ahram.org.eg/archive/2009/7/11/44777_33m.jpg][url=http://www.ahram.org.eg/archive/2009/7/11/44777_33m.jpg][/url][/url][/url]
لم تكن الفتاة الشقراء ذات الغمازتين والعيون الدعجاء والشعر الملون بألوان الطيف‏..‏ تتصور للحظة زمان واحدة‏..‏ أن ما تراه علي شاشة الكمبيوتر هو حقا وصدقا وليس خيالا ونزقا‏..‏

رسالة من مجهول إليها باسمها علي موقعها علي النت كلماتها كطلقات رصاص من مسدس كاتم للصوت تقتل في صمت‏:‏ عندي صور فاضحة لك‏..‏ أريد خمسة آلاف جنيه دون شوشرة ودون كلام‏..‏ وإلا سأفضحك علي ملأ الدنيا بحالها‏!‏

كادت تسقط من طولها‏..‏ ولكن حشية الكنبة الطرية خففت من سقوطها‏..‏ وإن لم تخفف من حالة الضياع والتوهان والغياب عن الوعي التي تملكتها‏..‏ وكأن أمنا الغولة في حكاوي ألف ليلة قد أمسكت بها وحملتها فوق كتفها تمهيدا لوجبة شهية بشرية في كوخها القريب تحت الشجرة العرجاء في غابة السحرة‏!‏

دارت صور شريط حياتها أمامها في لحظة‏..‏ كأنها فيلم سينمائي يعرض في حفل خاص للسادة النقاد الأفاضل‏..‏

آه‏..‏ هي بالفعل واقعة لشوشتها في حكاية حب مع شاب وثقت به واختارته لكي تضع قلبها وحلم حياتها كله أمانة بين يديه‏..‏

ولكن أيكون هو الذي غدر بها ويبتزها الآن‏..‏

لا‏..‏ لا يمكن‏..‏ كيف يتحول اللبن إلي دم مراق؟

كيف يجف نهر الحب الهادر فجأة ودون مقدمات؟

لا‏..‏ ليس هو‏..‏ وهو الكاشف لأسرارها الحامل لصورها الحافظ لمكنونات صدرها؟

لابد أن يكون شخصا آخر‏..‏ دنيء النفس فاقد الرجولة مكسور الهمة‏..‏ بلا نخوة‏..‏ بلا ضمير‏..‏

آه لقد تذكرت‏..‏ لقد حدثها هو نفسه‏..‏ إنه وقع مثلها ضحية لألاعيب غيره من العابثين الذين يهددونه علي شبكة الشات بفضح أمره ونشر صوره العارية المقززة‏..‏

فكيف بالله عليكم أيها المغرضون يكون هو؟

لقد سلمته قيادة حياتها وقلادة خلقها وجمالها وكل وجودها كله‏..‏ حتي أصبحا كأنهما زوجين أمام الله وليس أمام الناس‏..‏ دون مشقة الذهاب إلي المأذون‏!‏

حدثته‏..‏ كشفت له المستور‏..‏

فاجأها بقوله إن هو الآخر يتعرض للمؤامرة نفسها‏..‏ شخص ما لا يعرفه يمتلك عنه بطريقة لا يعرفها صورا مخجلة‏..‏ ويهدده بفضحه علي كل شاشات الكمبيوتر في البلد كلها‏..‏ إذا لم يدفع له المبلغ نفسه‏,‏ وهو الخمسة آلاف جنيه‏!‏

ولكن خفافيش الشكوك بدأت تزن فوق رأسها‏:‏ كيف يصنعون بحبيبها ما صنعوا بها‏..‏ وهو يعمل وكيل نيابة‏..‏ ووكلاء النيابة أشخاص محترمون يخافون علي سمعتهم وهيبتهم‏..‏ ولا يجلسون إلي الشات ولا يتحدثون مع من لا يعرفونهم‏..‏ ولا يعقدون صداقات وعلاقات مع من هب ودب‏..‏ هم قوم فوق مستوي الشبهات؟

إذن من تحب وتعشق‏..‏ هو شخص تحت مستوي الشبهات ولم يكن أبدا يحبها‏,‏ أو ربما كان هو الذي أرسل الرسالة‏..‏ ويحاول أن يبتزها الآن‏!‏

في اللحظة المناسبة حسمت أمرها وتوجهت إلي إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية‏.‏

كانت تتصور أنها ستجد نفسها داخل أحد مباني التحقيقات‏,‏ أو مباني أمريكا السرية‏,‏ ولكنها وجدت نفسها مازالت في مصر‏,‏ ولكن مصر حين تغسل وجهها وتكتحل فتصبح أجمل الجميلات‏.‏

دخلت لتقوم بعمل بلاغ‏..‏ من حسن الحظ أن يكون بمصر مثل هذا الشيء‏..‏ الضباط المهندسون العاملون الخبراء علي درجة عالية جدا من الثقة والتفهم‏,‏ ولا تشعر أبدا بالخوف عندما تتحدث معهم‏.‏

حكت لهم مشكلتها في هدوء‏,‏ وبمثل هذا الهدوء الذي حكت به تم حل المشكلة‏.‏

لتنتهي مشكلة الفتاة الجميلة بصدمة عنيفة‏..‏ لقد كان الرجل الذي تحبه هو نفسه الشخص الذي يبتزها‏..‏

كان يصورها وعندما اكتملت لديه مجموعة الصور التي يريدها‏..‏ قام بعمل حساب له باسم مختلف وأخذ يبتزها به‏.‏

بعد محنتها أصبحت إنسانة جديدة تماما تؤمن بشيء واحد‏..‏ أن زواج الصالونات من الممكن أن يأتي الحب من خلاله‏..‏ إن احتمالات الحب الحقيقي من زواج الصالونات أفضل ألف مرة من احتمال العثور عليه عبر بوابة الشيطان التي كانت علي وشك الدخول من خلالها لرحلة في نهر بلا عودة‏!‏

....................‏

‏...................‏

وليس ما حدث لهذه الفتاة الصغيرة إلا واحدة من مصائب وكر الشيطان الذي اسمه الشات اللعين‏..‏

آلاف الحكايات ما بين النصب والاستيلاء علي الأموال‏,‏ بل والفضائح التي لا أول لها ولا آخر‏..‏ ونحن هنا لا نملك إلا أن نقول‏:‏

شر البلية ما يضحك‏,‏ وربما كان ما حدث لهذا الشاب الطويل العريض المنكبين الباسم الثغر حكاية من النوع الذي يجعلك تضحك حتي وأنت في شدة تعاطفك مع الضحية‏.‏

ولأن الذئب ليس دائما رجلا‏..‏ فمن الممكن أن يكون امرأة‏..‏ والذئبة أقسي واشد قساوة من الذئب أحيانا‏..‏

بطل هذه القصة شاب يفيض بالحيوية والفخر بنفسه من أسرة كما نقول عندنا أسرة مرتاحة ماديا يجلس أمام بوابة الشيطان بالساعات كل يوم‏,‏ مبهورا بهذا العالم السحري الذي يراه قادما من داخلها‏..‏ نساء وفتيات ورغبات وفوران الرغبة وتوهجها‏..‏

تعرف عليها‏..‏ واحدة من محترفات النصب والابتزاز اللواتي تقذف بهن إلي الشباب بوابة الشيطان‏..‏ الصوت الناعم المثير‏..‏ والإغراءات التي لا تنتهي والوعود بالمواعدة والتواصل‏..‏ ويصدق الشاب نفسه ويظن أنه قد عثر علي امرأة بلا ثمن‏..‏ ويمني نفسه فرحا بالكثير‏..‏ ويتكرر السيناريو نفسه‏..‏ وتطلب منه أن تري جسده‏..‏ ويفتح الكاميرا وتصور الفتاة تفاصيل جسد الفتي الوسيم السعيد بفحولته‏.‏

وفي ثانية واحدة تنقلب عليه متي ملكت منه ما تريد ومتي أصبحت سمعته من الممكن لها أن تسحقها بقدميها‏..‏ ويبدأ الابتزاز‏..‏ اشحن لي كارت تليفون‏,‏ هذا في البداية‏..‏ ثم سرعان ما تبدأ في مطالبته بمبالغ نقدية وحينما يشعر الفتي بأنه قد وقع ضحية عملية نصب واستغلال وابتزاز‏..‏ ويثور الفتي ولكنها بسهولة شديدة تقلب حياته رأسا علي عقب‏..‏ وضعت صوره العارية وكل أرقام هواتفه ومعلوماته الشخصية علي أحد مواقع الشواذ ومعها إعلان عنه‏.‏

وفجأة يتحول بيت الفتي إلي ما يشبه السنترال العمومي‏..‏ اتصالات مستمرة ليل نهار بسبب الإعلان القذر‏..‏

أصبح الفتي في موقف لا يحسد عليه بين أهله‏..‏ وفي النهاية الكل يريدونه‏..‏ الكل يطلبونه‏!‏

ذهب الفتي ووالده إلي مباحث مكافحة الجرائم الإلكترونية ليقوم بالإبلاغ عما حدث‏.‏

الغريب أن الفتي بدا خجلا من سرد حكايته أمام والده‏..‏ فما كان من أحد الضباط المساعدين إلا أن طلب من والده أن يأخذه إلي الخارج ليشربا معا فنجان قهوة علي انفراد حتي يتسني لزميله معرفة ما حدث من الفتي الضحية‏.‏

وبعد رحلة من المطاردة تسقط الفتاة ليكتشف رجال المباحث أن هناك عصابات عبر شبكة الإنترنت متربصة بك وفي كل لحظة ألف ضحية وضحية‏!‏

إن ما يحدث ليس مشهدا في واحدة من روايات أجاثا كريستي‏,‏ وليس فصلا من فصول قصص العظيم الفريد هيتشكوك‏..‏ الضباط يبتسمون لك في بشاشة لكنك لا تستطيع أن تعرف ما الذي يفكرون فيه‏..‏ ولا ماذا سيفعلون؟ ولكن الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تشعر به أو تثق به هو أنهم سيأتون بالمجرم لا محالة لأنهم يسبقونه دائما بعدة خطوات‏,‏ ولا شيء هناك عصي عليهم داخل مصر أو خارج مصر‏..‏ في أي مكان سيأتون به‏..‏ هي بحق جريمة سهلة ولا تستغرق سوي لحظات‏,‏ ولكن ثمن ارتكابها فادح للغاية‏!‏

‏

................‏

‏.............‏

قال لي الصديق اللواء حمدي عبدالكريم مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة والاعلام‏:‏ اذهب إلي المسئول الأول عن أمن مصر الإلكتروني اللواء عبدالرحمن فهمي في مكتبه‏,‏ وربما قام بتدريبك علي بعض الأشياء في الحاسب ستمكنك أنت نفسك من الإمساك بالمجرم‏..‏ وستجد الأمر في غاية السهولة‏.‏

الحكايات عنده لا تنتهي ووراء كل حكاية قصة مثيرة للعجب والدهشة‏,‏ ودائما هناك ضحية نستغل نحن أخطاءها من أجل الإيقاع بها بلا رحمة‏!‏

أرسلت له الصحفية الشابة فريدة عبدالستار لتعرف كل شيء

بدأ حديثه معها بقوله‏:‏ وراء كل طماع نصاب‏..‏ هذا هو ما حدث مع أستاذة كبيرة تعمل في مكان مرموق‏..‏ جاءتها رسالة عبر الإنترنت تقول لها إنها قد كسبت مبلغا كبيرا‏,‏ وقبل أن يكمل اللواء محمود الرشيدي قصتها‏,‏ انفجرت أنا في الضحك‏..‏

قالت له‏:‏ هذه القصة بطلتها أنا شخصيا‏..‏ في أحد الأيام جاءتني رسالة عبر الإيميل باللغة الإنجليزية فقرأتها فإذا بها من سيدة تدعي ميليسا وتعيش في واحدة من الدول الإفريقية‏..‏ تقول في رسالتها‏:‏

كان زوجي يعمل هنا في سفارة إحدي الدول الأوروبية‏,‏ وكان لي ابن واحد وذات يوم مرض ابنها ومات‏..‏ ثم أصيب زوجي بالسرطان ومات‏..‏ أنا الآن في انتظار الموت بعد ما أصبت بالمرض الذي أصيب به ابني‏,‏ ومعي مبلغ كبير ملايين الدولارات ولا أعرف ماذا أفعل به‏..‏ وأنا لا أريد أن أعطي أقاربي أو أقارب زوجي لأنهم كانوا يكرهونني‏..‏ وأريد أن أعطيك هذا المال حتي تدعو الله لي في صلواتك‏..‏ وتركت رقم هاتفها ومعه كود البلد‏..‏

والسؤال هنا للواء محمود الرشيدي‏:‏ وماذا فعلت؟

قالت‏:‏ الحقيقة انني اتصلت‏.‏

سألني‏:‏ وماذا حدث؟

قالت‏:‏ رد علي فتي أو رجل ربما كأنه في أوائل الثلاثينيات‏..‏

سألته‏:‏ هل من الممكن أن أتحدث للسيدة ميليسا؟

قال لي‏:‏ راسليها علي الإيميل‏!‏

قالت له‏:‏ ومن أين عرفت أن السيدة ميليسا قد أرسلت لي إيميلا؟

ومادامت عندها أشخاصا يمكنها أن تثق بهم لدرجة أن تعطي أحدهم هاتفها الجوال لماذا لا تعطيهم نقودها إذن؟

هذا الشاب النصاب سوف أغيظه‏..‏ اتصلت به مرة ثانية وقلت له‏:‏ إنني الآن أستطيع أن أتحكم في جهازك عن بعد‏,‏ وسأبلغ عنك الإنتربول وعليك أن تعطيني المال‏,‏ وإلا ستجد نفسك فجأة في السجن‏..‏ مسكين أما ميليسا فستظل في السجن أيها اللص حتي تموت‏!‏

يضحك اللواء محمود الرشيدي‏..‏ وهل كنت في انتظار شيء‏..‏ أقصد هل عدم وصول ملايين الدولارات قد ضايقك إلي هذا الحد؟

قالت له‏:‏ ياسيدي لقد دخلت هذه التجربة من باب الفضول ولا شيء أكثر‏,‏ وأنا أعرف أنه بقدر ما تعطيك الحياة تأخذ منك‏..‏ وحتي لو لم تكن عصابة‏..‏ السماء لا تمطر أبدا دولارات‏..‏ فمن يدري ماذا ستأخذ الحياة مني فجأة لو أعطتني المال فجأة؟

قال‏:‏ حكمة ومنطق تحسدين عليهم‏!‏

مسلسل الحكايات والقصص المدهشة لاينتهي‏!‏

ولأن الذئب ليس دائما رجلا‏,‏ ففي هذه المرة نحن أمام واحدة من الشياطين اللائي تقذف بهن بوابة الشيطان‏..‏ ونحن نقول شيطانة آدمية لأنه من المستحيل أن تكون هناك أنثي من البشر لديها القدرة علي أن تفعل ذلك‏.‏

نعود مرة أخري إلي المترجمة الشهيرة التي نصبوا عليها في مبلغ خمسة وخمسين ألف دولار‏..‏ قالوا لها الكلام نفسه‏,‏ وكما نقول بالبلدي لعبوا اللعبة صح‏..‏ صوروا لها الفلوس وهم يقومون بعدها‏..‏ مرة أخري‏,‏ ابعثي بما يؤكد أنك لن تستخدمي هذه النقود في تمويل عمليات الإرهاب‏..‏ إرسلي لنا تعهدا‏..‏ التعهد بحاجة إلي تسجيل في المحكمة في بلدنا‏..‏ التسجيل بحاجة إلي محام‏,‏ والمحامي بحاجة إلي نقود‏..‏ وعلي مقولة الدجاجة من البيضة ولا البيضة من الدجاجة عاشت السيدة‏..‏ الفلوس شنشحنها لكن‏..‏ الشحن بحاجات لنفقات‏..‏ وهكذا دفعت لهم السيدة المبلغ المذكور خمسة وخمسون ألف دولار عدا ونقدا‏!‏

أسأل‏:‏ هل عاقبتم المجرم؟

يقول اللواء محمود الرشيدي‏:‏ هذه ليست مسئوليتنا عقاب المجرم هذا شيء خاص بالمحكمة‏..‏ المحكمة هي التي تقرر العقاب له‏..‏ نحن هنا ينحصر دورنا في الإمساك بالمجرم فقط‏..‏

أسأل‏:‏ وهل أمسكتم الذين قاموا بكل هذه الجرائم؟

قال‏:‏ بالطبع كانت العصابة التي خدعت الأستاذة الكبيرة عصابة نيجيرية‏..‏ نحن أمسكنا بالمجرم وعليها أن تتابع مع الإنتربول‏..‏ وفي كل الحالات من المستحيل أن يضيع حق وراءه مطالب‏..‏

أسأل‏:‏ ولكن‏..‏ ألم تكن هناك مقولة ترددونها دائما حينما يأتي شخص نصب أحد عليه‏..‏ كنتم تقولون له القانون لا يحمي المغفلين؟

قال‏:‏ عندما كان القانون لا يحمي المغفلين لم تكن المباحث الإلكترونية موجودة يا أستاذة‏..‏ ثم هذا نوع من أنواع النصب والابتزاز ونحن لا يمكن أن نسمح للمجرم بأن يزداد في إجرامه ولا يمكن أن نسمح بوقوع المزيد من الضحايا‏..‏ بل حتي من واجبنا أن نساعد الضحايا علي التقدم لنا بالشكوي‏.‏

لأن هذه الجرائم تكون طعنات قاتلة في سجل شرف الضحايا‏,‏ وفي الغالب يراهن المجرم علي خوف الضحية من الفضيحة مما يجعلها تقع فريسة سهلة بين أنيابه الشريرة‏.‏

وبالمناسبة فقد دعت السيدة الفاضلة سوزان مبارك إلي أن يكون هناك خطا ساخنا لحل شكاوي الناس‏,‏ وقالت أن هذا سيكون أفضل لأنه سيساعد الناس علي التحدث وعلي المضي قدما في اتخاذ الخطوات القانونية مع المجرمين‏,‏ وبالمناسبة الخط الساخن رقمه‏108.‏

أسأل‏:‏ ولكن أليس من الممكن أن تتسبب شكوي الضحية في إثارة المشكلات حولها‏,‏ أو كما يقولون التشهير بنفسها أو بنفسه؟

قال‏:‏ هذا الكلام غير صحيح‏..‏ أولا لأنه من المستحيل لو تقدم الإنسان بشكوي سيحدث له شيء أسوأ من الذي كان سيحدث له دون تقديمها‏.‏

ورضوخ الضحية للمجرم ينتج عنه رعونة المجرم واستهانته أكثر وأكثر بارتكاب الجريمة‏,‏ لهذا فلابد من الحزم‏.‏

ثم هناك شيء آخر‏..‏ المجرم بطبيعته جبان شديد الخوف‏,‏ ولاسيما الذي يرتكب جريمته عبر الإنترنت فهي جريمة مرتكبها من أكثر المجرمين خسة‏,‏ والوازع الأخلاقي لديه منحط ومنعدم‏..‏

فهو يعرف أن هناك جريمة وهناك ضحية ستسقط‏,‏ ولكن ضميره المنعدم يجعله في حالة من اللامبالاه‏,‏ بل وأحيانا في حالة من النشوة الآثمة باقتراف هذه الجريمة الشعناء‏!‏

‏

.............‏

‏.............‏

ولأن المجرمين يظنون أنهم سيفلتون من العقاب فهم يتمادون في الإجرام لأنه في بعض الأحيان قد يضيع مستقبل أناس كثيرين نتيجة ارتكابهم هذه الجرائم‏,‏ فمثلا منذ فترة جاء إلينا أب يبكي ومعه ابنته شابة صغيرة وهما في حالة من الغم ويسيطر عليهما الحزن العميق‏.‏

فقد فوجئا بصور وأشياء لابنته في أوضاع مخلة بالآداب‏,‏ والفتاة بريئة‏,‏ وبعد البحث عرفنا أن زميلة لها تكرهها فقامت بأخذ صورها علي الرغم من أنها محجبة‏,‏ أخذت ملامحها ببرامج معينة مثل الفوتوشوب مثلا‏,‏ ووضعتها علي صور عارية خليعة من أجل التشهير بها هي وعائلتها‏,‏ وتم القبض علي الفتاة التي فوجئت وذهلت من وصولنا إليها فلم يكن يخطر لها علي بال بعد أن ارتكبت الجريمة أن يأتي اليوم الذي تجد فيه عقابا صارما ورادعا هكذا‏,‏ وهي التي ظنت أنه لا عقاب‏.‏

وهناك أيضا جرائم سرقة الإيميل الخاص بشخص ما والإطلاع علي أسراره‏,‏ ثم بعد ذلك استغلال الإيميل الخاص به‏,‏ وسأعطيك علي ذلك أمثله علي سبيل المثال لا الحصر‏..‏

ولقد جاءنا في أحد الأيام طبيب كان مسئولا عن معالجة طفل حالته خطيرة وكانت الأسرة تثق في الطبيب بشدة لتقدمه في علاج ابنهم‏,‏ وفي أحد الأيام قام أحد المجرمين بالسطو علي الإيميل الخاص به‏.‏

في البداية أرسل إلي الأسرة إيميل بحجة الاطمئنان علي ابنهم‏..‏ فقاموا بالرد عليه‏..‏ ثم أرسل إليهم بعد ذلك يطلب منهم مبلغا كبيرا من المال بحجة أنه في لندن وفقد كل شيء‏,‏ وأرسلت الأسرة المبلغ لثقتها في الطبيب‏,‏ ثم بعد ذلك اكتشفوا أن الطبيب لا يعرف شيئا عن ذلك‏,‏ وهنا كان الجميع عندنا من أجل معرفة المجرم‏!‏

‏

.................‏

‏.................‏

الحب لن يأتي أبدا عبر النت‏,‏ ولن تجد فتاة فارس الأحلام قادما من بوابة الشيطان‏!‏

ولن يجد الفتي ملاكه الحارس خارجا بجناحين من خلال شاشة الكمبيوتر‏..‏

علينا ألا نعيش في عالم الوهم والخيال‏..‏ ينبغي أن نواجه الواقع‏,‏ وألا نترك أولادنا وبناتنا للفراغ القاتل وحده‏..‏ نأخذ من التكنولوجيا ما ينفعنا فقط ونترك ما دون ذلك‏..‏ اللهم آمبن‏

» الحب.........
» كيف تجعل الشيطان يوقظك لصلاه الصبح
» الحب